ما أكثر الذين تنطعوا في أمور الدين بغير هدىً ولا بصيرة فضيقوا على الناس حياتهم وعلى طرفي النقيض تجد من يأخذ الأمور على علآتها كمن يقرأ جزءا من آية تحريم الخمر " ولا تقربوا الصلاة ..... " ويكتفي بهذا الأمر وربما ينادي بتحريم الصلاة يوما ما والعياذ بالله أو بمن يردد الحديث النبوي الشريف بالنهي عن التجسس " ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا " ويجعل ذلك الأمر مطلقا في كل مناحي الحياة والويل لك إن خالفته لأنه لا يجيد غير ثقافة ما تشتهي نفسه الأمارة بالسوء دعونا نعرج قليلا ببعض المشاهد ونفندها لعلّي أخي القارئ المحاور أسترشد بثقافتك ووعيك الكثير * تخوض مع البعض في نقاشٍ هام عن تقصير أحد الزملاء المتكرر والذي اتضحت صورته أنه من الكسالى متعمدي استغلال الظروف وثغرات النظام فيجيبك المحاور " لعل له عذرا " " التمس لأخيك سبعين عذرا " فيشيب رأسك من تلك القناعات الببغاوية والتي لا ترى بعين الواقع غير ما يبرر تلك السلوكيات الخاطئة !! إن التماس العذر يكون مرة أو مرتان حتى تتضح الصورة وبعدها لا بد من الحزم حتى يرتدع المقصر عن غيه وليتنا ندرك تماما أنه لن تكون للتربية مهما علت ووصلت لدرجة عالية من زرع روح الإستقامة بالقدوة الحسنة فلا بد لها من رقيب وحسيب فكم من بيتٍ صالح خرج من شجرته ثمرة فاسدة بسبب عدم وجود الرقيب والحسيب وإليكم بعض الأمثلة " * إمام وخطيب جامعٍ كبير يصحب فلذات كبده للصلاة والبيت بيت طاعة وعبادة حتى التلفاز وما فيه من قنوات ماجنة لا تعرف للبيت سبيلا ومع ذلك أحد الأبناء انحرف عن الطريق المستقيم وكأنه نبت في دار سوء !!!! السبب الإتكالية على أن التربية وحدها بلا رقابة كافية جدا لدرء السوء والمفاسد * فتاة لا تترك أمها صحبة ورفقة تربت في بيت طاعة وعبادة تصحبها لمحاضرات المساجد والصلوات في الجوامع وكالعادة استقلالية البنت في نومها بغرفة مستقلة دون رقيب والنتيجة انحرفت الفتاة بمكالمات جوال بعد منتصف الليل فهل يكفيك أيها المحاور الفطن بأن للرقابة دور مكمل للتربية وهي من التجسس المحمود ولكن السؤال هو " ماهي الآلية التي تتم فيها تلك الرقابة دون أن تجرح مشاعر الأبرياء من الأبناء ؟