لقد حل الكمبيوتر مكان شريك الحياة في الاهتمام , حيث

أظهرت دراسة أجريت مؤخرا في الولايات المتحدة

أن 65% من الأمريكيين يفضلون الجلوس أمام شاشة

الكمبيوتر على تجاذب أطراف الحديث مع شريك الحياة.

الكمبيوتر نزع من الطرف الأخر مكانته في أولويات

الإنسان في هذا العصر ,وأشار 52% من المستطلعة أرائهم

أن حالة من الغضب أو الحزن ألمت بهم بسبب عطل أصاب

الجهاز.

هذا الجهاز الصامت يستمع لنا ...لإحزاننا ....وعندما نتحدث

لا يقول كفى ...وعندما نصمت لا يطلب من الكلام ...نغضبه

ولا يغضب ...نتعبه ولا يتعب ....ونطلب منه فلا يطلب ..ونأمره

ولا يرفض.

إي امرأة تلك التي ترضى أن تكون كخاتم سليمان .....من تلك

التي لا تشكو أنانيتنا ....ولا تنتظر مقابل كل لحظة جنون ...ثمن .

من ممن أدمن الكمبيوتر ...لا يقدر هذا الجهاز النابض ..وتلك

الايميلات التي تحمل رائحة القهوة ....وعبق دخان السجائر

ورائحة الياسمين كل مساء....وتلك الأوطان القابعة فوق السطور

و الأحلام المتناثرة في الفضاء.

كم من رجل أتى بضرة لزوجته اسمها شبكة الانترنت ...وعازب

ترهبن بين ازرة "الكيبورد"بانتظار القادم من عالم يقع بين الواقع

والخيال .

لم يبقى مكان للشريك ..بعد أن استبدلت الشرايين بالأسلاك ...والقلب

ب"الهارد دسك" والهمس بصخب يأتي من المجهول ....ويعود الإنسان

ليكون الرقم الثاني في معادلة العصر الحديث .

لقد أصبح الرجل يسرع لدفع مهر الكمبيوتر خاصته ...حسب المواصفات

التي يريدها ....

ربما يكون للنساء النظرية نفسها ....فتصبح" ظل كمبيوتر ولا ظل رجل "

..بدلا من" ظل رجل ولا ظل حيطة"

هي الحياة كل يوم تتغير ....وتحل الاختراعات مكان الإنسان